Tuesday, January 8, 2013

الأمومة .. قرار أناني ht @marwayehia a member of the #TPCUAE team



للنسخة الإنجليزية إضغط هنا - For The English Version Click Here
"مبروك ... المدام حامل" ثلاث كلمات سحرية عندما سمعتها من الطبيب شعرت بسعادة غامرة استمرت ثلاثون ثانية! وبعد ذلك تحولت كل السعادة لشعور  بالخوف والقلق.

بداية أود أن أقول أنني مؤمنة أن قرار إنجاب  طفل هو عمل أناني بحت. فلقد  قررت أن أنجب طفلا من أجل سعادتي أنا. كنت أريد أن استمتع بأحاسيس الأمومة. أنجب طفلا لكي العب معه واشتري له ملابس جميلة بعد ما ظللت سنين اشاهد ملابس الأطفال في نوافذ المحلات. طفل يقف بجانبي ويساندني عندما تمر السنين واتحول إلى إمرأة عجوز. ولكن عندما اصبحت حامل تغيرت الموازيين، فلم يعد الأمر يخصني وحدي، ولكن اصبح هناك طفلا سأنجبه ويأتي لهذا العالم بسببي، هل يمكنكم تخيل مشاعر الرعب التي اجتاحتني.

لازلت اتذكر ذلك اليوم عند عودتي من عيادة الطبيب، عندما حل المساء واستلقيت في فراشي لم اتمكن من النوم وظللت افكر في الحياة التي تنمو بداخلي، ووجدت العديد من الأسئلة تجول برأسي؛  هل سأكون أم جيدة؟ هل ساتمكن من التعامل مع طفلي؟ هل ساتمكن من تهيئته للنوم؟ تهدئته عند البكاء؟ تدريبه على استخدام النونية؟ ما نوع المدرسة التي يجب أن يدخلها؟ ... إلخ. ومع تزايد الأسئلة داخل رأسي زادت مخاوفي. فها أنا هنا فجأة مسؤولة عن حياة أخرى، طفلا سأقوم أنا بالتأثير في حياته وتشكيلها على مدار عشر أو أثنى عشر عاما قادمة. كل ما سيصبح عليه طفلي سيكون نتيجة ما علمته.

اتمنى لو استطعت أن أخبركم أن هذه المشاعر والأسئلة تملكتني لعدة ايام فقط وبعد ذلك تخلصت منها وعدت لطبيعتي ولكنها استمرت حتى الشهر الأخير من الحمل وبعد ذلك حلت محلها أسئلة أخرى وخوف جديد مع اقتراب موعد الولادة؛ هل سيولد طفلي سليما؟ هل كنت أتناول طعام صحي أثناء الحمل؟ ماذا لو حدث مكروه أثناء الولادة؟ ... إلخ.

مرة أخرى اتمنى لو استطعت أن اقول لكم أن بعد الولادة وبعد أن اصبح ابني بين يدي توقفت الأسئلة واختفى القلق، ولكن هذا لم يحدث. والآن وبعد مرور 4 أشهر المزيد من الأسئلة تجول برأسي والمزيد من القلق والخوف يعتمر نفسي. ولكني أدركت أن كل هذا أمر طبيعي، الأسئلة والقلق كلها جزء من عملية تحولي إلى أم.

قد تبدأ الأمومة بقرار أناني ولكن عند ولادة الطفل تتحول إلى نكران تام للذات، حيث تتوقف الأم عن التفكير في ذاتها وينحصر تفكيرها في طفلها الذي يأتي في المقام الأول.

لذا إذا كنتي أم حديثة العهد بالأمومة مثلي لك مطلق الحرية في أن تقلقي وتخافي وتسألي، لأن هذا كله ببساطة يعني انك أم جيدة تسعين لتوفير أفضل حياة لطفلك ... ولكن حاولي أن تستمعي بحياتك كأم أيضا.

No comments:

Post a Comment